معتز الشامي (دبي)

إنجازٌ ما بعده إنجاز، لحظات خالدة عاشها الجميع مع فريق العين، الذي بات فخر الكرة الإماراتية والعربية في مونديال الأندية نسخة 2018، حيث أثبت فيها البنفسج أنه يبقى حاضراً في قلب الحدث وعلى قدر التحديات دائماً وأبداً، وأنه يستحق عن جدارة لقب زعيم الأندية الإماراتية، ليضيف إليه لقباً آخر، وهو زعيم الأندية الخليجية، وزعيم غرب آسيا بالكامل، فهو أول فريق إماراتي وخليجي وممثل لغرب آسيا، يصل إلى نهائي مونديال الأندية في التاريخ حيث كان أفضل إنجاز إماراتي هو ما حققه الجزيرة عندما انتزع المركز الرابع في النسخة الماضية.
مباراة العين اليوم أمام ريال مدريد في نهائي المونديال، سبقتها 9 لحظات خلدها التاريخ الكروي في الإمارات، لتأتي مواجهة ريال مدريد، مساء اليوم ليكمل بها العين عقد تلك اللحظات الاستثنائية والتاريخية في كرتنا، وصولاً إلى اللحظة العاشرة الاستثنائية الخالدة، نرصد تلك اللحظات الاستثنائية، التي عاشتها الأجيال المتعاقبة في الإمارات بفرحة بالغة وفخر كبير.

1- مونديال إيطاليا 90
هي اللحظة الأولى في تاريخ كرة القدم الإماراتية، عندما تأهل الأبيض بجيله الذهبي إلى مونديال إيطاليا 90، في ظل ظروف صعبة سبقت هذا الإنجاز غير المسبوق، في عام 89، وفي جو ممطر انطلقت تصفيات الأحلام في سنغافورة.
بدا منتخبنا أولى المباريات بتعادل مع كوريا الشمالية من دون أهداف، وفي مباراة من أروع ما بقي في ذاكرة الكرة الإماراتية أمام الصين قلب الجيل الذهبي التأخر بهدف لفوز بهدفين لخليل غانم وعدنان الطلياني، وفي المباراة الثالثة واجه منتخبنا نظيره السعودي، وانتهت المباراة بالتعادل السلبي، في المباراة الرابعة تعادل منتخبنا مع قطر بهدف لهدف، وفي المباراة الأخيرة ضد كوريا الجنوبية واجه أبناء الإمارات التحدي الصعب وكانوا نجوماً في ذلك المساء الحالم، فكان يوماً من أيام التاريخ بعد التعادل مع كوريا الجنوبية برأس عدنان الطلياني، ويتأهل المنتخب للمونديال.

2- فضية آسيا 96
إنها المحطة التاريخية الثانية في المسيرة المظفرة لجيل حقق الكثير، ووصل إلى نهائي كأس آسيا عام 1996، التي استضافتها الإمارات، وكانت بطولة استثنائية بمعنى الكلمة، حقق خلالها المنتخب الوطني مشواراً متصاعداً، بدأه بالتعادل مع كوريا الجنوبية بهدف لمثله ثم الفوز على المنتخب الكويتي القوي بثلاثة أهداف لهدفين، وكرر الفوز على أندونيسيا، ليصعد الأبيض متصدراً مجموعته، وفي دور ربع النهائي التقى المنتخب العراقي، ولكنه تغلب عليه بهدف نظيف، ليصعد لنصف النهائي، ويلتقي مجدداً بالعملاق الكويتي الأزرق، فيتغلب عليه بهدف قاتل، ويصعد لأول مرة في تاريخه للنهائي الآسيوي، مباراة تاريخية جمعت بين منتخبنا وشقيقه السعودي في 21 ديسمبر 1996، انتهت بالتعادل السلبي، ولكن خسرها الأبيض بركلات الحظ الترجيحية التي أدارت ظهرها لصاحب الأرض.

3- إنجاز 2003
شهد ذلك العام فريق العين يرسم البسمة على وجه الكرة الإماراتية، ببصمة قارية ولا أروع، عندما توج بلقب دوري أبطال آسيا، في إنجاز غير مسبوق حققه العين بفوزه بلقب زعيم الأندية الإماراتية، وشكلت النسخة الأولى من البطولة محطة تاريخية، لكون الفائز باللقب سيبقى في ذاكرة التاريخ كأول فريق يحرز لقب البطولة بنظامها الجديد.
خلال الدور الأول من البطولة، تصدر العين ترتيب المجموعة الثالثة بعدما فاز على الهلال السعودي والسد القطري والاستقلال الإيراني، ليحجز بطاقة التأهل إلى الدور قبل النهائي، حيث واجه داليان شيد الصيني، ويتفوق عليه بواقع 7-6 في مجموع المباراتين، وفي النهائي خاض العين مباراة الذهاب على أرضه، وحقق الفوز 2-0. وخسر بهدف في الإياب ليحصد اللقب بنتيجة هدفين لهدف.



4- لقب خليجي 18
لم تمر 4 سنوات على إنجاز العين، حتى عاد قطار الإنجازات مجدداً، وهذه المرة بأقدام لاعبي المنتخب الوطني، وتحديداً في خليجي 18 التي أقيمت في أبوظبي عام 2007، وهي البطولة التي لم يكن منتخبنا مرشحاً للفوز بلقبها، ولكن رجال الأبيض قلبوا كل التوقعات، وقدموا بطولة ولا أروع، كما كان دور جماهير الكرة الإماراتية ملحمياً، ومشوار المنتخب في البطولة كان مثيراً، حيث خسر منتخبنا لقاء الافتتاح أمام عمان بهدفين لهدف، ولكن منتخبنا لم يفقد الأمل، واستعاد ذاكرة الانتصارات بالفوز على اليمن ثم الكويت، ليتأهل إلى قبل النهائي، ويلتقي الأخضر السعودي محققاً فوزاً صعباً بهدف نظيف، ويتأهل للنهائي لمواجهة المنتخب العماني، ليفوز الأبيض بهدف إسماعيل مطر، ويتوج بلقب الخليج لأول مرة في التاريخ.

5- لقب آسيا للشباب
مسيرة الإنجازات لم تغب كثيراً عن كرة الإمارات، بعد لقب كأس الخليج، وهذه المرة مع ولادة جيل جديد، توقع له الجميع أن يكون استثنائياً للكرة الإماراتية، والبداية مع تولي مهدي علي قيادة منتخب الشباب الذي كان يستعد لخوض بطولة كأس آسيا 2008 للشباب في السعودية، والتي كانت بمثابة حدث شهد إنجازاً جديداً لكرة الإمارات، حيث حقق المنتخب لقب كأس آسيا للشباب لأول مرة، كما تأهل لمونديال القاهرة الذي أقيم في السنة التالية.
البداية كانت من المجموعة الثانية التي تصدرها منتخبنا الشاب بـ9 نقاط، متفوقاً على كوريا الجنوبية، وفي ربع النهائي فاز منتخبنا على الأخضر السعودي صاحب الأرض، وفي قبل النهائي تخطى المنتخب الأسترالي بثلاثية، وفي النهائي خطف الأبيض الشاب اللقب من منتخب أوزبكستان القوي، بعد مباراة مثيرة وقوية، انتهت لصالحنا بهدفين لهدف.

6- فضية جوانزو
واصل جيل الأمل مسيرة الإنجازات، وبات هو سبب فرحة الشارع الإماراتي منذ إنجاز لقب كأس آسيا، وجاءت المحطة الثانية في دورة الألعاب الآسيوية الـ16، عندما حصد منتخبنا الأوليمبي الميدالية الفضية لأول مرة في تاريخ الإمارات بمدينة جوانزو الصينية عام 2010، وتعتبر تلك البطولة من أقوى البطولات التي أقيمت في كرة القدم، وتصدر منتخبنا المجموعة متفوقاً على منتخبات قوية، أقربها أوزبكستان، ثم تخطى الأزرق الكويتي في دور الـ16، ثم هزم نظيره الكوري الشمالي بركلات المعاناة الترجيحية وبنتيجة 9-8، ليلتقي المنتخب الكوري الجنوبي القوي في الدور قبل النهائي، محققاً فوزاً مثيراً بهدف نظيف، ليصعد للنهائي ويواجه اليابان، في مباراة سيطر عليها منتخبنا، وأضاع العديد من الفرص، قبل أن يخطف الساموراي الياباني الفوز بهدف قاتل، ويفوز منتخبنا بالفضية لأول مرة في تاريخ الإمارات.



7- أولمبياد لندن 2012
المحطة الثالثة لجيل الأمل، كانت في استمرار تألق لاعبيه مع المنتخب الأوليمبي، الذي حقق إنجازاً مثيراً بالتأهل إلى نهائيات كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية بلندن 2012 للمرة الأولى في تاريخ كرة الإمارات، بعد مشوار ماراثوني، شهد ابتعاد منتخبنا في مشوار التصفيات، قبل أن يعود بقرار إداري أمام منتخب العراق، ويتعملق أمام منتخب أوزبكستان في مباراة التأهل ويفوز ويصعد إلى أولمبياد لندن، وفي البطولة قدم المنتخب الأوليمبي مباريات تاريخية، ونال احترام العالم بشهادة وسائل الإعلام العالمية التي وصفت منتخبنا بأنه كان الأفضل في مجموعته فنيا، برغم الخروج المبكر من دور المجموعات خلال البطولة.

8- لقب خليجي 21
وبعد المشاركة في الأوليمبياد، تم تصعيد المنتخب بمدربه مهدي علي ليتولى زمام الأمور، وتدريب المنتخب الوطني الأول، ليعود قطار الإنجازات لكرة الإمارات على مستوى الأبيض الكبير، بعد طول غياب، وهذه المرة عام 2013 في البحرين التي استضافت خليجي 21، البطولة التي شهدت ملحمة إماراتية ولا أروع، بعدما تفوق الأبيض وقهر القوى الكبرى في الخليج، وتوج باللقب برغم أن عناصر المنتخب كان أغلبهم من جيل المنتخب الأوليمبي.

9- النهائي الآسيوي.. مرتان
أهم محطتين غير مسبوقتين في كرة الإمارات، يمكن وصفها بنهائيين متتاليين في دوري الأبطال، حيث لم يسبق لكرة الإمارات أن عاشت لحظات مثيرة ورائعة أكثر من نسختي دوري الأبطال في 2015 و2016، الأولى بعد المشوار التاريخي للنادي الأهلي، الذي نجح في الوصول لنهائي دوري الأبطال لأول مرة في تاريخه، وكانت المرة الأولى أيضاً لفريق إماراتي منذ تتويج العين بلقب 2003، وقدم الأهلي بطولة استثنائيه وصعد للنهائي على حساب الهلال السعودي ولكنه خسر أمام جوانزو في النهائي بهدف نظيف، وفي نسخة 2016، كرر العين المشوار المميز، وصعد للنهائي القاري للمرة الثانية على التوالي لفريق إماراتي، ما وضع دورينا على قمة آسيا من حيث المستوى الفني، ولكن العين لم يكن موفقاً في النهائي عندما خسر لصالح تشونبوك الكوري في لقاء الإياب، وأضاع فرصة سانحة للتويج باللقب الثاني في تاريخه، مكتفياً بالفضية.